بداياته
اهتم محمود كحيل باكرا برسم الكاريكاتير و من ثم بدأ بممارسة الرسم الساخر بالفطرة فهو لم يتعلم هذا الفن في المعاهد. التحق بالجامعة الأميركية في بيروت لدراسة التجارة و الإدارة بيد انه انسحب منها بعد عامه الثاني ليتفرغ بالكامل للرسم الكاريكاتير الخاص بالصحافة. يرجع الفضل في انطلاقته المهنية إلى ارتياحه في مجال الرسم و لمواهبته كرسام فعمل اختصاصي في الرسوم البيانية في وكالة إعلانات في بيروت.

بداية الاحتراف

انحصرت أعمال قبل عام 1960 محمود كحيل بمحيطه و عنيت رسومه بالمشهد الاجتماعي أكثر منها بالأحداث السياسية. و من العام 1961 حتى العام 1963، عمل محمود كحيل مصمما للصفحات في مجلة الاسبوع العربي و عمل فيما بعد لمدة سنتين (1963-1965) في مجلة شهرزاد المخصصة للأطفال حيث ألف السلسة المصورة بساط الريح. بدأ ينال الشهرة بفضل أسلوبه ومن خلال لقاءاته بشخصيات من الوسط المهني. وفي عام 1965، انضم إلى مجلة لسان الحال وهي أقدم جريدة يومية في لبنان، قدم فيها أولى رسومه الكاريكاتيرية السياسية حتى عام 1966.و شكلت هذه الرسوم نقطة انطلاق إلى الاحتراف كما أرست أولى ركائز شهرته في حقل الرسم الصحافي في الشرق الأوسط. و في الفترة الممتدة بين عام 1966 وحتى 1968، عمل محمود كحيل في مؤسسة الحياة و أنضم بعد ذلك إلى مجلة الحسناء حيث تبوء مركز المدير الفني حتى عام 1971.

وفي عام 1967، بالإضافة إلى عمله كرسام، أطلق بالتعاون مع فريد سلمان و رورو بريدي مشروع اليوميات اللبنانية. شكل هذا المشروع أول يوميات مصورة مخصصة للشاشة الكبيرة عرضت في غالبية دور السينما في شارع الحمراء في بيروت، إحد أشهر الشوارع في لبنان. كان الهدف من هذا البرنامج هو اشراك الجمهور بنقل الاحداث أي خلق اثر البث المباشر الحي. فأصبح محمود كحيل أول رسام كاريكاتير يصور أحداثا تذاع على الجمهور مباشرة. و بالفعل، وقبل العرض، كان يجري تصوير الصالة و الجمهور، ثم يظّهر شريط التصوير بسرعة و يعرض على الجمهورالذي يشاهد نفسه على الشاشة. يعتبر برنامج اليوميات اللبنانية من أهم افلام الواقع و مشاهدة أرشيف للبرنامج تكفي لاعطاء موجزا مفصلا عن الاحداث التي جرت في هذه الفترة.

لم يكرس محمود كحيل نفسه للكاريكاتير الصحافي الا مع بداية السبعينيات. نشر رسومه في المجلة الاسبوعية السياسية الموندي مورنيغ و كانت غالبيتها بالألوان. و في عام 1971 أصبح رسام كاريكتير مستقل و تعاقد مع مجلة الاسبوع العربي كمدير فني.وكذلك مع جريدة الديلي ستار و الموندي مورنيغ و نشر رسومه فيهما حتى عام 1975.

اسلوبه

في لندن شهد محمود كحيل اثر وقع رسومه و حس الفكاهة على العديد من الشخصيات السياسية و الثقافية. وعند اجيتاح إسرائيل للبنان في عام 1982، عرض كم من رسومه التي تناولت الحدث فحققت نجاحا كبيرا.

طّور محمود كحيل مع الوقت أسلوبا يولي فيه الرسم و الفكاهة من خلال الرسم اهتماما أكبر مما يوليه للكلمات. و احيانا تخلوا رسومه من النص. غالبا ما تحتل الصفحة بكاملها قياسها 24*32 سم للرسوم الاصلية الملونة و قياسِ A3 للرسوم الاصلية بالأسود و الأبيض. و يمكن للرسوم أن تتبلور على عدة مراحل على الصفحة ذاتها.

يجمع رسم الكاريكاتير عند محمود كحيل بين الصور المرئية و الخواطر الذهنية. فبعد مرحلة التأمل، يخط الرسام رسومه بقلم رصاص أولا. و في المرحلة الثاني و بعد اكتمال الفكرة الاساسية، تبرز الخطوط ويتم تنسيق الرسم ككل ليؤلف الرسم الكاريكاتيري النهائي في غالبية رسوم الكاريكاتير الملونة، يلوّن الرسم بكامله و احيانا تترك الخلفية بيضاء . أما فيما خص الرسوم بالأبيض و الأسود، يلجأ محمود كحيل إلى تقنية الكولاج التي تخوله استعمال الوضعية او الوجه الذي يحتاجه لشخصية سياسية معينة. فهو يستعمل الصورة المنسوخة التي يريد كطراز، فيقوم بلصقها و تعديلها و يعيد تركيبها لتتسق وحاجته و رؤيته و الاطار العام للرسم. و غالبا ما تتنوع التقنية: فهو يستعمل اقلام التلوين و الالوان المائية و اقلام الحبر و الحبر الصيني.

من الملفت أن عددا كبيرا من رسوم الكاريكاتير نشرت من غير أن تحمل توقيع صاحبها. يمكن ان تعزى هذه الميزة إلى شخصية محمود كحيل المتواضعة من ناحية،

كما يمكن أن تلقي الضوء على خصائص اسلوبه من ناحية اخرى. بيد أن بعضا من الرسوم تحمل الاحرف الاولى لاسمه أو رسم الغراب ويعتبر ذلك بمثابة توقيع. و برأي غسان جحا ، يرمز الغراب إلى الخاصة المتقلبة للسياسة و الدبلوماسية العربية. Star staff writer بيد أنه في بداية التسعينيات تخلى محمود كحيل عن الغراب فجأة. و يتفق العديد على أنه اراد بذلك التعبير عن سخطه بسبب تدهور العلاقات بين مختلف الاطراف السياسية الفاعلة في العلم العربي ابان حرب الخليج. فالغراب فقد مكانته بعد هذه الحرب لان الوضع السياسي في دول الخليج شلّ و ساده الكساد. (غسان جحا، Star staff writer

لم تكن رسوم محمود كحيل الا انعكاسا لما يجري على الارض. و كتب قارئ إسرائيليا يقول"انا معجب بأسلوب رسامكم الكاريكاتوري فهو فطن و متواضع و يطور اسلوبا غالبا ما يكون غائبا عن منطقتنا البائسة."

و لشدة تواضعه، لم يتوقف محمود كحيل عند وصفه لعمله. فوفرت له روح الدعابة المطورة في رسومه اسلوبا مباشرا للتواصل. فالتعبير عن رأيه يتم عبر الكاريكاتير الذي ينتقد و يركز على المسائل السياسية التي عايشها.

و هذه الخاصة تشبه شخصية رسام الكاريكاتير الأرجنتيني غيلرمو مورديو و الذي كان محمود كحيل يكن له الاعجاب. و قد قال مورديو " اصحبت الدعابة لغتي، رغما عني. و اصبح رسمي ضرب من الكتابة، كتابة بلا قول".

التعليقات : لا يوجد تعليقـ

💡 الاّراء المذكورة هنا تعبر عن وجهة نظر أصحابها ولاتعبر بالضرورة عن اراء الموقع.
t {position: relative;margin: 0px 60px 0px 0px;} .ucf-avatar {float: right;width: 50px;} .uComForm {margin: 85px 0;} .ucf-table {width: 100%;} #addcBut {float: left;} ucf-form label, .ucf-form img { vertical-align: middle; border-radius: 8px; height: 34px; } .ucf-form select, .ucf-form input { margin: 0 !important; border-radius: 8px; height: 36px; background: #000; font: 20px/20px "FrutigerLTW20-55Roman", Arial, Helvetica, sans-serif !important; padding: 0 30px; }
avatar
  • محمود كحيل
uCoz